صالون الملتقى الأدبي في معرض ابوظبي للكتاب يواكب رحيل ماركيز
يستضيف صالون الملتقى الأدبي في جناحه الخاص في الدورة الـ 24 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي انطلق الأربعاء 30 أبريل/نيسان 2014، نخبة متنوعة من الأدباء والمثقفين من الوطن العربي والعالم، وسط مناخ تراثي يروي حكايا الشعوب القديمة، ويراهن على حكايا الحاضر والمستقبل، جسّده الشكل الخارجي للملتقى من ديكور وإكسسوارات، حيث يؤكد أعضاؤه في برنامجه هذا العام على مقولة الشيخ زايد: "من ليس له ماضٍ ليس له حاضر".
الملتقى تأسس في عام 1999 على يد أسماء صديق المطوَّع ويضم عدداً من العضوات من مختلف الجنسيات والتخصصات، ويقوم بشكل دوري بمناقشة أحدث الروايات الأدبية في حضور النقاد والروائيين، كما أنه مُعتمد كأحد أندية القراءة من قِبل اليونسكو من العام 2006.
وفي ترحيبها بالضيوف والجمهور، تطرح المطوع، مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي، مجموعة من الأسئلة فتقول: "هل يكتب المنتصرون التاريخ دائماً؟ كيف سيدوّن المنتصر تاريخه، هل سيكون بالمداد أم بغيره؟ وهل المدوّن من التاريخ هو ما حدث بالفعل أم أن هناك تاريخاً مسكوتاً عنه؟ من سيكون بوسعه دون غيره تدوين هذا الجانب من التاريخ؟".
للإجابة على هذه الأسئلة لا بد من حضور برنامج الملتقى وفعالياته طيلة ايام المعرض، باعتباره يسعى منذ أن نشأته إلى رفد الحركة الثقافية والأدبية في دولة الإمارات والعالم، ليكون ليس مجرد مستقطب لرموز الفن والأدب، بل شريكاً في صنعهما. وهو اليوم يطلق فعاليات تقوم على سجالات أدبية تتمحور حول "دور الأدب في التأريخ للواقع" كموضوع رئيس تدور في سياقه جلسات الصالون البالغة واحد وخمسين جلسة، من بينها استضافته لكُتَّاب الروايات التي ترشحت لجائزة البوكر حيث ستتناقش عضوات "الملتقى" وزوار "الملتقى" الأدباء في أعمالهم وكيف يمكن أن ترصد هذه الأعمال الواقع الاجتماعي والسياسي للمجتمعات.
وقد صرَّحت أسماء صدِّيق المطوَّع بأن برنامج "الملتقى" لهذا العام حافل بالموضوعات الخاصة بالرابط السحري بين الأدب والتاريخ، وكيف تتعامل الرواية مع التاريخ ليس كعلم للحوادث المنتهية التي توقفت عن الفعل والانفعال، بل التاريخ كدوائر حياتية يعيشها الأبطال، يتفاعلون معها، وينفعلون بها.
وأضافت أن السؤال الذي احتل نصيباً وافراً من نقاش عضوات "الملتقى" هذا العام خلال مناقشتهنَّ للروايات كان كيف تأثر الروائي بالتاريخ وعكسه على شخوص رواياته، ومدى صدق الأدب في التعبير عن الزمن، وما هو ظل الزمن على مباني ومعاني الروايات.
من بين الأسماء المستضاة في الملتقى، يبرز أحمد سعداوي، الروائي والشاعر وكاتب السيناريو العراقي الذي فاز بالبوكر في دورتها الأخيرة، وسبق وأن اختير بين أفضل 39 كاتباً عربياً تحت سن الأربعين في مشروع "بيروت 39" عام 2010. وله ثلاث روايات هي: "البلد الجميل 2004"، "إنه يحلم أو يلعب أو يموت" 2008، وروية "فرانكشتاين في بغداد" 2013.
وحرصاً من أعضاء الملتقى على التنوع الثقافي والفني، سيستضيف إلى جانب الروائيين والشعراء الموسيقار شربل روحانا، ضمن أمسية عن الموسيقى اللبنانية مرجعاً ومستقبلاً. والفنان التشكيلي العراقي مضر أحمد الحاصل على العديد من الجوائز وشهادات التكريم تقديراً لإنجازاته على مر السنين من الدول الإسكندتافية إلى بولندا ومصر وفرنسا والصين.
أما عن جديد صالون الملتقى الأدبي، فقد صرّحت أسماء صديق المطوع أنه، وبالتزامن مع احتفال الأوساط الثقافية في العالم برحيل الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا - ماركيز، ارتأى "الملتقى" أن يبذل قصارى الجهد من أجل إعداد كتاب بعنوان "ماركيز والبحث عن حجر الفلاسفة في ماكوندو" يتناول الروائي المُبدع وسيرته وموروثه الحكائي الذي ارتبط بما صار يُطلق عليه بالواقعية السحرية.