«كبسولة أدبية» في 3 دقائق
قالت مؤسسة «صالون الملتقى الأدبي»، أسماء المطوع: «على مدى ربع قرن تقريباً هي عمر صالون الملتقى، قمنا بممارسة فعل القراءة باعتباره جسراً عبرنا به الأزمنة والأمكنة، لنتنقل عبر مئات الروايات التي تناولت قضايا مختلفة، وخلال تلك الفترة توصلنا إلى قناعة أن القارئ الجيد هو مواطن جيد ونافع للمجتمع»، لافتة إلى أن المبادرة تضم أصدقاء الملتقى على تنوّع خلفياتهم واهتماماتهم.
وأوضحت مؤسسة الملتقى، أسماء صديق المطوع، أن «الكبسولة الأدبية» تأتي تزامناً مع تخصيص دولة الإمارات 2016 عاماً للقراءة، وشهر أكتوبر الجاري للقراءة، موضحة أن فكرة «الكبسولة» تقوم على تقديم ملخص سريع لمضمون كتاب بأسلوب مكثف وفي سطور قليلة، بما يؤدي إلى نشر التجارب الثقافية بين أفراد المجتمع، مشيرة إلى أن اختيار اسم «الكبسولة» يحمل معنى مجازياً، فكما تعالج كبسولة الدواء سقم الجسد، يمكن لكبسولة الثقافة أن تستنهض الهمم، وتقوي مناعة المجتمع.
تنوير ضروري
التنوير هو الفكرة التي اختارها المستشار الثقافي بوزارة شؤون الرئاسة، زكي نسيبة، موضوعاً لحديثه خلال الأمسية، مستعرضاً كتاب «حلم التنوير» للكاتب أنتوني غوتليب، الذي يتحدث عن عدد من الفلاسفة بطرح جديد، معتبراً أن العالم العربي من الضروري أن يمر بمرحلة تنوير، في ظل المرحلة الراهنة التي يعيش فيها المثقف أزمة حقيقية في ظل تفسخ المجتمعات العربية، وانهيار منظومة الأخلاق.
«مقدمة في علم العمران» لابن خلدون، كان هو الكتاب الذي تحدث عنه الدبلوماسي العراقي السابق الدكتور عدنان باجه جي، مشيراً إلى أن هناك كثيراً من الكتب التي أنارت له الطريق وساعدته على فهم الحياة.
بينما تحدث رئيس تحرير جريدة «الاتحاد»، محمد الحمادي، عن كتاب «المستقبل الروحاني للإسلام» للمفكر الفرنسي إريك جوفروا الذي اعتنق الإسلام بعد رحلة بحث في الأديان، موضحاً أن الكتاب يضع حلاً، لما تشهده المنطقة العربية من عنف وتطرف استطاع أن يسحب كثيراً من شبابها، يعتمد هذا الحل على الصوفية كمخرج من العنف وإشكالية استغلال الدين على يد مجموعة استطاعت أن تختطف الدين وتنصّب نفسها للحديث باسمه في المنطقة العربية، من خلال العودة إلى الروحانيات.
بين روايات
اختارت الإعلامية بروين حبيب الرواية كمجال قراءة، لكنها لم تتوقف أمام رواية بعينها في الكبسولة التي قدمتها، مشيرة إلى أنها تشعر أنها مقطعة الأوصال بين روايات عدة منذ بدأت القراءة في طفولتها، ثم في مرحلة الجامعة، حيث كانت تجذبها اللغة في العمل، فقرأت لنجيب محفوظ وعبدالرحمن منيف وإدوارد الخراط. في الكبسولة التي قدمها؛ تحدث مدير أكاديمية الشعر، سلطان العميمي، عن كتاب «نظرة العرب إلى الشعوب المغلوبة من الفتح إلى القرن الثالث هجري»، موضحاً أن الكتاب يختلف عن غيره في تعامله بنظرة محايدة للأحداث في تلك الفترة بعيداً عن العاطفة التي تغلب على كثير من كتابات العرب عن تاريخهم. كما يكشف عن وجه مشرق لحياة العرب وجوانب أخرى غير مشرقة، بما يؤكد أنه لا توجد مجتمعات ملائكية. وتحدث الشاعر كريم معتوق عن رواية «سمرقند» وما تتميز به من أسلوب شائق يجمع بين الأحداث التاريخية والخيال، لينتقل منها للحديث عن كتاب «صوت الناس.. محنة ثقافة مزورة» للكاتب صادق النيهوم الذي يسعى لكسر احتكار الحديث في الدين على رجال الدين فقط.
وتناول المثقف الإماراتي خلفان مصبح المهيري كتاب «لماذا تفشل الأمم» الذي يتحدث عن أسباب فشل الدول المؤسسي والآثار المترتبة عليه.
وتحدثت سلامة الشامسي عن كتاب «فلسفة الهند في سيرة يوجي»، الذي يحمل الكثير من أسرار الحكمة والتأمل في العالم والذات.
وكان كتاب «زهرة العمر» للأديب توفيق الحكيم؛ هو اختيار الكاتب والإعلامي وليد علاء الدين للحديث عنه، مشيراً إلى أن الكتاب الذي يضم رسائل حقيقية تبادلها الحكيم مع صديقه الفرنسي أندريه، يعد بمثابة برنامج يمكن لكل كاتب راغب في ترك بصمة في عالم الأدب أن يستفيد منه. وفيه يكشف الحكيم عن الجهود التي بذلها في بداية حياته في سبيل التحرر من كل ما يشغله عن الفن والأدب.
كما ضمت الجلسة عدداً كبيراً من الكتّاب والمثقفين والدبلوماسيين والأكاديميين الذين قدّموا خلاصة قراءاتهم بلغات مختلفة.