2016-10-20
02:13:01

مبادرة «الكبسولة الأدبية».. جلسات حوارية تثري القراءة

أبوظبي: نجاة الفارس

أطلق صالون الملتقى الأدبي مساء أمس الأول في فندق قصر الإمارات، مبادرة الكبسولة الأدبية، والتي تهدف إلى تعزيز القراءة وتنمية الفكر واكتساب المهارات، وقام عدد كبير من أصدقاء الصالون، بترشيح أكثر كتاب أدبي أحدث تأثيراً من وجهة نظر كل ضيف.
قالت أسماء صديق المطوع، مؤسسة ورئيسة الصالون أن تنظيم مبادرة الكبسولة الأدبية، جاء ضمن مبادرة عام القراءة.وأضافت أن عام القراءة يؤكد أننا نسير على الدرب الصحيح، فقد فعلنا منذ تأسيس الملتقى فكرة القراءة كجسر عبرنا به الأزمنة والعصور عبر مئات الروايات، وإيماناً منا أن القارئ الجيد هو مواطن جيد، أطلقنا هذه المبادرة واخترنا مسمى «الكبسولة» فهو معنى مجازي للعلاج، وكبسولة القراءة تقوي مناعة المجتمع، ونحرص اليوم أن نكون جزءاً من عام القراءة، عبر مشاركة أصدقاء الملتقى بكتب ربما نكون قرأناها أو سنقرأها، وبما أننا نعيش واقعاً متسارع الأحداث، علينا أن نتماشى مع إيقاع العصر، فيقدم الضيف مشاركته بإيجاز تام في مدة لا تتجاوز ثلاث دقائق. 
وشارك في الملتقى عدد كبير من الكتّاب والمفكرين العرب والأجانب، بدأها الدكتور عدنان البا جه جي، حيث ذكر أنه طوال حياته استمتع بقراءة عدد كبير من الكتب التي أضاءت له الطريق وساعدته على فهم الحياة، ومنها كتاب «مقدمة لعلم العمران»، لابن خلدون، والذي اعتبره أهم ما كتب باللغة العربية، وهو كتاب قيم قلده كبار الفلاسفة من علماء التاريخ في وصفه الدقيق لرحلة الإنسان إلى التقدم.

وكانت المشاركة الثانية للدكتور زكي نسيبة، المستشار الثقافي بوزارة شؤون الرئاسة وقال «انطلق مما انتهى إليه صديقي د. عدنان نحو الفلسفة وما وصلت إليه، وأتحدث عن كتاب «حلم التنوير وصعود الفلسفة الحديثة»، خاصة ونحن نعيش في الوطن العربي أزمة تفسخ وانهيار في منظومة الدول والأخلاق.
من جهتها قالت الدكتورة بروين حبيب «لا يمكن أن أحدد كتاباً واحداً من الكتب العديدة التي قرأتها وتأثرت بها، ففي طفولتي تأثرت برواية «بائعة الثقاب»، وأيام الجامعة تأثرت بأعمال نجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف وغيرهم الكثير، ثم تأثرت بعد ذلك بالروائيين الذين قابلتهم في برامجي التلفزيونية والذين تجاوز عددهم 500 كاتب.أما غصنة العامري، واعظة بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، فتحدثت عن كتاب «ابن القيم الجوزية»، «إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان».
أما وليد علاء الدين، فاعتبر أن كتاب «زهرة العمر» لتوفيق الحكيم الأكثر تأثيراً عليه.أما آربي أسكه نيان من صالون النخبة فتحدثت عن رواية «زمن الخيول البيضاء» لإبراهيم نصرالله، والتي اشتملت على تأريخ دقيق منذ زمن العثمانيين وتطرقت إلى أسباب النكبة في فلسطين وظروفها بأسلوب شيق وفريد، موضحة أن الكتاب جاء في ثلاثة فصول هي: الريح، التراب، البشر، وأن الأحداث دارت في قرية الهادية.
من جانبها تحدثت موزة القبيسي، من مجلس الفكر والتي حضرت بالنيابة عن الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، عن رواية «ساق البامبو» للكاتب الكويتي الشاب سعود السنعوسي، موضحة أن هذه الرواية حازت على أهم المناقشات الفكرية في مجلس الفكر.
من جهة أخرى شارك الأديب سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر بذكر كتاب جميل من ذاكرته اسمه «نظرة العرب إلى الشعوب المغلوبة»، تأليف الدكتورة شافية حداد من تونس، جاء الكتاب بأسلوب بحثي مهم جداً، حيث إن الكثير من الكتب التي ألفت في هذا المجال كانت مشوبة بالعاطفة أكثر من الحيادية، بينما هذه الكاتبة قدمت وجهاً مشرقاً لحياة العرب والمسلمين وجوانب غير مشرقة لديهم.
وتحدث الكاتب سعيد حمدان الطنيجي، مدير جائزة الشيخ زايد للكتاب، عن رواية أمين معلوف «التائهون»، موضحاً أنها رواية مخيفة، ربما هي سيرة لأمين معلوف، ورغم أنها جاءت في 500 صفحة، إلا أن قراءتها شيقة، وممتعة، فهي تتحدث عن العمر الذي يجري بسرعة وعن الأوجاع والخصومات والصداقات والغربة والحنين، من خلال قصة أصدقاء عاشوا في الغربة للبحث عن وطن بديل، ثم يجتمعون بعد مدة طويلة في عزاء صديقهم، وهنا تظهر تفاصيل الحياة التي عاشوها في البحث عن الذات. 
بدوره أكد الكاتب محمد الحمادي، رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد»، أنه يقرأ هذه الأيام كتاب «المستقبل الروحاني للإسلام» لمؤلفه الفرنسي المعروف إيريك جوفار، الذي أسلم بعد بحثه في الأديان والتصوف.
من جهة أخرى قال الشاعر كريم معتوق «لقد قرأت السيّاب فتحولت إلى شعر التفعيلة بعد العمودي، كما أن كتاب «سمرقند» لأمين معلوف جعلني أكتب روايتي الأولى، ولكن الكتاب الأكثر تأثيراً هو «صوت الناس محنة ثقافية مزيفة» للمؤلف صادق المهيوب، الذي يلخص مكتبة عربية كبيرة. 
وأكد خلفان مصبح المهيري أنه يقرأ اليوم كتاباً لم يترجم بعد، بعنوان «لماذا تفشل الأمم والشعوب»، لكاتبين من الولايات المتحدة تطرقا فيه إلى جميع الدول، بداية من البوعزيزي الذي حرق نفسه، والكتاب جاء في 530 صفحة، ويقارن بين دول مثل الكوريتين، وهو كتاب قيم تمنى أن يترجم ويكون في متناول الجميع.
وأوضحت الدكتورة وئام شهاب غانم ابنة الشاعر د. شهاب غانم أنها تأثرت بمقدمة ابن خلدون التي قرأتها بإيعاز من والدها وهي في الرابعة عشرة من عمرها، موضحة أنه من أهم وأفضل الكتب التي قرأتها على الإطلاق رغم أنها قارئة نهمة.