2018-09-20
15:57:04

رسالة من فاطمة عطفة

رسالة محبة

 

الغاليات سيدات "الملتقى الأدبي"، حبيبات القلب ومنارة الفكر وعبير المشاعر الأخوية الصافية!

لو أستطيع أن أقطف من بستان الروح ما أتمنى.. لأعددت إكليلا من روائع بتلات الوردة الدمشقية لأنثره، قبيل الوداع، على رؤوسكن تيجانا عبقة في أرجاء الملتقى وأجوائه الحافلة بأنوار الفكر والفن والأدب والتواصل الإنساني الحميم. إن عشرين سنة من حياتي الميمونة الآمنة في الإمارات، وقبلها زيارات خاطفة لفلذتَيْ كبدي: ندى عطفة (أم رجا الطراونة) وشقيقها أحمد (أبو سامي)، كانت أغلى سنوات هذه الرحلة الجميلة التي ندعوها "حياتنا الدنيا". أصفى محبتي لكل واحدة منكن في هذه الأيكة المضيئة التي أرست قواعدها الأديبة أسماء، أختنا الغالية على قلوبنا جميعا. طوال هذه السنين من فعاليات الملتقى، كنت أصغي وأصور وأسجل لمحات مشرقة من آرائكن ومناقشاتكن وتعابير قلوبكن المرسومة على الوجوه، ولم أكن لأتحدث إلا في لحظات معدودة، لأن رسالة الإعلامي أن ينقل خلاصة الحدث، كالجندي الساهر على أمن الوطن وسلامته، ولا ينبغي أن يشغل نفسه إلا بأداء الرسالة على خير وجه وأصدق أداء…

 

لن أقول: وداعا، ولكن.. إلى اللقاء لأني تداولت الرأي مع رفيق الرحلة الأنيسة الشاعر الرومنسي الوديع علي كنعان في "طفولته الثانية" – كما يسمي شيخوخته – وكان الاتفاق أن أوازن أيام العمل والحياة بين دمشق وأبوظبي، وخاصة أنه ينوي التفرغ لكتابة ثلاثية سردية عن مسيرة جيله وأحداث سوريا في القرن العشرين بعنوان: "وحش بعشرين قرنا". وربما لن يقدر على احتمال برودة الشتاء في سوريا.. وسوف يستقل الطائر الميمون إلى أبوظبي التي لم تعد شقيقة دمشق فقط وإنما هي شقيقتها التوأم.

محبة.. وإلى لقاء قريب…

 

لم أترك لقلم الرصاص فرصة ليبري من أفكاري إلا ما فاض من شعور ومحبة لكل واحدة منكن، ويترك لي الكثير الكثير من الحب والافتخار بمن يتنافسن بقراءة سطور من المعرفة والأدب. أقول لكن، مستهلة بسيدة الملتقى أسماء.. وعظمة هذا الاسم (ذات النطاقين) في تراثنا العربي.

 

نزلت بيروت أبحث.. عن شخبطات هنادي

وجدت آثار قدميها على رمال الشاطئ

وجدائلها الشقر غنت لها فيروز

ومن دمشق لي فيها أحبة

عيون زرقاء تضيء بالعتمة: نادية

عرجت على الشهباء وما قيل فيها، بنت الجابري: سعدية

أما اللاذقية وأوغاريت أم الأبجدية، فهي البحر والمدى المتصل بالسماء

وما بينهما من أساطير الفنينقيين: رنا منزلجي

كيف لي وأن أكمل مشواري في بلاد الشام

وفلسطين الجريحة وقلبي معها، فاتنة السراج

ومن قاهرة المعز وجمال عبد الناصر خديجة، وعزة، إلى تونس الخضراء وسميرة

وما بجعبتها من بهجة وسرور.

وقبل العودة لا بد من أن أعرج على أمجاد سومر وبابل ورزانة هناء

ثم أعود إلى بستان الملتقى بالعاصمة أبوظبي

لأنعم في بلاد (الحكيم زايد) وما في بستانه من أزهار

ضمت مئات الجاليات لينهل الجميع من هذا العطاء

وما فيه من عطر يفوح على الجميع

أسماء الشابة اليانعة والباحثة عن الأفضل في دروب العلم

 خولة وشغفها في تقليب صفحات الكتاب

موزة الشغوفة بمسيرة التطور والسعادة والحلم الإنساني

 كريمة وهي تمزج صور التراث بالألوان

 

جميلة وهي تسرد بطلاقة فقرات من النص الأدبي

ليتخيل السامع أنها هي الكاتبة

ومع البهجة والمرح في سرد الحكايات للأطفال والروح العذبة، عائدة

نورية الباحثة عن العلم.. ولو في الصين

أما السيدة الفاضلة صديقة وهي التي لم أستطع أن أوفيها حقها علي.. لكن لها بالقلب كل محبة  واحترام واعتذار).

ولأن الأرض أمنا، وهي التي أمدتنا من طيبها بالخير والعطاء، أكن لشهلاء محبتي كما هي محبتي لأرض الخير (الإمارات) وبالذات أبوظبي.

وكما بدأت بأسماء، أختم باسمها قائلة: بورك الوطن والبيت الذي أنجبك.. وأنت تؤدين رسالة الكلمة الصافية الدالة على أسمى معاني الإبداع في الفكر والثقافة.

(شكرا أسماء)

يا أغلى من ورد الشام

وأبهى من نخل الصحراء

يا أزكى من عبق العود

ولتزهر أيامك يا أسماء

بمواسم طيب تستلهم إبداع الأدباء

 

مع تحيات

فاطمة عطفة