2019-04-24
10:00:00

شغف القراءة وحب الثقافة - أسماء صديق المطوع - معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2019

إذا قرأتَ ”قراءة فعلية“ أربعين كتاباً حقيقيّاً خلال عشرين عاماً، فَبِوِسْعك مواجهة العالم...“ أمين معلوف.

قبل أحد عشر عاماً، وتحديداً عام ٢٠٠٨ ، تقدمنا للمشاركة في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب للمرة الأولى لخوض تجربة جديدة مع الرواية والأدب بعد أن تكوّنت لدينا ثقافة قرائية وذائقة أدبية جيدة منذ تأسيس صالون الملتقى الأدبي عام ١٩٩٨ . مثّلت هذه الخطوة لنا انفتاحاً على جمهور المعرض ومنظميه، إذ خرجنا من نطاق الحميمية إلى عباب ثقافي يفيض به معرض أبوظبي الدولي للكتاب. ومنذ الجلسات الأولى، جذبنا سحر النقاش، وروعة أن تشرِّع نوافذك باتجاه الآخرين لتشاركهم أفكارك أو لتناقشهم في أفكارهم وتقيس عليهم مستوى قراءاتك.. وفي كلتا الحالتين لتتعلم منهم. إذ أنه ليقال إن القارئ الجيد أندر من الكتاب الجيد.

وكان من دواعي سرورنا وفخرنا بأن قامت اليونسكو عام2006  بمنحنا العضوية في أنديتها للقراءة تقديراً لجدية الصالون. ويبقى اهتمام وتشجيع مؤسسات الدولة وأصدقاء الملتقى ومتابِعيه المحفِّز الأكبر لنا. واستمرّ صالون الملتقى الأدبي بنفس الألق والترقب يشارك

بمعرض الكتاب، لنصل اليوم الى المشاركة الحادية عشر. ووقع اختيارنا على ”الثقافة الثالثة“ كثيمة أساسية وعنوناً لمشاركتنا بالدورة التاسعة والعشرين للمعرض، ذلك لأننا في زمن أصبح استخدام الرموز والتعبيرات وأساليب السرد المجاوزة للغات والثقافات مرادفاً للغة، وحيث تقدُّم شبكات التواصل العابرة للحدود بات يحلُّ بديلاً عن جماعات الأصدقاء ولقاءات المقاهي ونقاشات الساحات. ويظهر جلياً اكتساح تلك الشبكات في أشكالها المتنوعة لآفاق التفاعل الاجتماعي بمستوياته المختلفة، بالإضافة لظهور أنماط جديدة من الوظائف واختفاء وظائف أخرى، وتحديات اتساع الفجوة بين الأجيال في الأمزجة والأذواق والأفكار وفي طرق التعبير عن كل ذلك. الحقيقة اختيارنا لموضوع ”الثقافة الثالثة“ ليسلرِثاء ثقافة تقليدية آخذة في الاختفاء بشخوصها ورموزها وأدواتها، ولكنه تمرين في التسامح والتأقلم مع إيقاعات المستقبل.. أوليس عام 2019 هو عام التسامح؟ كما ستحاول جلساتنا عن ”الثقافة الثالثة“ البحث في أسباب استعادة دور المثقف بشكل جديد ليلائم الروح الشابة التي تفرضها ثورة الهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي.

كنا في صالون الملتقى قد خصصنا عام 2018 لقراءة الأدب الإماراتي والاحتفاء بالأدباء والأديبات الإماراتيين، بمناسبة "عام زايد“، احتفاء بالوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ولهذا نخصص جلسات خلال مشاركتنا هذا العام لاستعراض ومناقشة الأدب الإماراتي.

كما كان لإعلان المعرض عن اختيار فتاة العرب ”عوشة بنت خليفة السويدي“ كشخصية المعرض المحورية في دورته الحالية صدى إيجابي لدينا، وذلك لما تُمثِّله فتاة العرب من قامة إبداعية كبيرة، وريادتها -وهي السيدة المثقفة- للشعر النبطي الخليجي. ونجد أن المعرض فرصة لرد الجميل لها ولتسليط الضوء عليها وعلى أشعارها عبر جلساتنا. وجاء اختيار دولة الهند كضيف شرف معرض أبو ظبي

الدولي للكتاب في دورته الحالية هو الآخر ليصب في قلب اهتماماتنا، خاصة وقد قادنا الولع بالثقافة والأدب الهندي لزيارة هذا البلد الذي تجمعنا به ذاكرة التاريخ وحدود الجغرافيا وتقاليد مشرقية حميمة تأخذ حرارتها من بهارات الهند وإبداعات أهلها وطيبتهم.

ونختتم مشاركتنا في أعمال المعرض هذا العام بعرض للأزياء اسْتوحِيَتْ تصاميمه من الروايات التي قرأناها، جميعها روايات لأديبات من مختلف الثقافات جمعهنَّ الإبداع، وحب الأدب، وسعيهنَّ للتحرر من أسْر الصمت أو الخوف أو التفاسير التاريخية والاجتماعية للأديان، فأتت "الحرية المسؤولة“ ثيمة عرض الأزياء وملهمته.

نتمنى أن نوفق هذا العام وأن يحوز برنامجنا على

استحسان زوارنا ومتابعينا.

أسماء صديق المطوع

مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي